إذا كنت من الناس التي تتداول في سوق العملات الرقمية فإنه من المؤكد أنك قد سمعت بعد المصطلحات مثل البلوكتشين أو الرموز الغير قابلة للاستبدال NFTs أو الميتافيرس أو الويب 3 (Web3.0)، فقط تخيل معي عالم يمكنك به السيطرة على خصوصيتك ومعلوماتك الشخصية في عالم أصبحت به الشركات الكبرى والجهات الحكومية مسيطرة على معلومات الملايين من المستخدمين.

حسناً تقنياً في الويب 3 ستتمكن التطبيقات والمواقع الإلكترونية من معالجة المعلومات بطريقة ذكية جدا تشبه الإنسان، نستطيع القول إنه الجيل الثالث من الإنترنت ويهدف إلى أن يكون إنترنت أكثر استقلالية وذكاءً وانفتاحاً أكثر للمستخدمين، ويمكن القول بأن البيانات في الويب 3 ستكون مترابطة أكثر بطريقة لامركزية أي أكثر استقلالً وهذه الخطوة سوف تكون قفزة نوعية هائلة لهذه الحقبة من الزمن، على عكس الويب 2 الذي يتم تخزين البيانات به في مستودعات مركزية، يعتمد الويب 3 على ركيزتين أساسيتين هما الويب الدلالي (Semantic web) والذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence).

الويب الدلالي (Semantic web): “هو ثورة جديدة في عالم الويب حيث تصبح المعلومات والبيانات قابلة للمعالجة منطقياً من قِبل برامج الحاسوب بحيث تتحول تلك المعلومات والبيانات إلى شبكة بيانات ذات معنى،”أي أنه يمكن للبرامج الحاسوبية الخاصة أن تعرف ماذا تعني هذه البيانات” ويكيبيديا.

بكل بساطة الويب 3.0 مفهوم جديد كليا يعتمد بالأصل على تقنية البلوكتشين اللامركزية، هذه التقنية التي يعتمد عليها العملات الرقمية مثل البتكوين والايثيروم والأصول الغير قابلة للاستبدال NFT، وببساطة أكثر الويب 3.0 يسمح للمستخدمين بالسيطرة على بياناتهم ضد عمالقة التكنولجيا مثل أبل وجوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وهذا من شأنه المحافظة على خصوصه أعلى لبياناتك الشخصية.

على سبيل المثال يوجد الآن العديد من التطبيقات والمواقع الطبية الحكومية أو الخاصة التي يمكنك من خلالها إنشاء ملف طبي خاص بك، يتضمن الأمراض التي تعرضت لها وما الأدوية التي قد أخذتها وما زلت تأخذ منها، ولكن لاحظ أن هذا الملف الطبي متواجد فقط على تلك المنصة، ولكن تخيل عزيزي القارئ في الويب 3.0 يمكنك وضع ملفك الطبي داخل أصل خاص بك على البلوكتشين بحيث تكون معلوماته بحماية عالية ولا أحد يمكنه الوصول لهذه المعلومات إلا الأشخاص أو الجهات التي سوف تسمح فقط أنت باختيارهم بمعنى أنك لو سافرت إلى أي دولة بالعالم يمكنك إعطاء إذن لتلك المستشفى أو العيادة ليشاهد الطبيب تاريخك الطبي بالتفصيل من الأمراض التي سبق وتعرضت لها والأدوية التي اتبعتها للعلاج بالوقت والتاريخ بالتحديد، حسناً أعتقد الآن أنك قد تخيلت عالم جديد كلياً، أنت المتحكم بخصوصيتك.

هذا المثال اقتباس من محاضرة خبيرة البلوكتشين (آمال السعدي).

لم يصل الويب 3.0 من الاشيئ، واستخدامه في الفترات القادمة سيزيد الترابط بين المستخدمين وزيادة استخدام الإنترنت، وما هو إلا تطور لأجيال سابقة (الويب 1.0 والويب 2.0).

• 1-الويب1.0 (1989-2005)

هو أول انترنت والأكثر موثوقية في التسعينيات، كان يطلق عليه الإنترنت الثابت أو المحدود (static web) أي أن إمكانية الوصول للمعلومة به محدودة جداً وشبه انعدام تفاعل المستخدم مع المواقع المتاحة بمعنى أنه من الصعب أن يعلق المستخدم على مقالة قرأها مثلا، لم يكن للويب 1.0 خوارزميات لظهور مواقع الإنترنت بسهولة، أنت كمستخدم تعرف تماما ذلك الموقع وسيتوجب عليك إعادة تحميل الصفحة في كل مرة يجري بها تحديث على معلومات الموقع، يمكنك القول الويب 1.0 مثل طريق ضيق معروف وتم إنشاء محتواه بواسطة أقلية مختارة.

• 2- الويب2.0 (2005- الوقت الحاضر 2022)

الويب 2.0 جعل الإنترنت أكثر تفاعلية واجتماعية بفضل التطورات التي شهدتها تقنيات الويب مثل Javascript و HTML5 و CSS3. وهذا مكن الشركات الناشئة من بناء منصات ويب تفاعلية مثل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وغيرها الكثير.لقد ساعد الويب 2.0 صناع المحتوى والشبكات الاجتماعية في تطوير وإنتاج محتوى يمكن مشاركته بين مختلف المنصات والتطبيقات.

• 3- الويب3.0 ( لم يصل بعد بشكله النهائي)

وهي المرحلة التالية من التطور الذي سيجعل الإنترنت أكثر ذكاءً وسيصبح باستطاعته معالجة المعلومات بذكاء يسبه ذكاء الإنسان باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي قوية يمكنها تشغل برامج ذكية تساعد المستخدمين..

سيوفر الإنترنت الجديد 3.0 تجربة تصفح أكثر خصوصية، ومساعد بحث أكثر ذكاءً وشبيه أكثر للإنسان ومزايا لامركزية متعددة نأمل أن تساعد في إنشاء شبكة ويب أكثر أمانا وإنصافا، عاجلاً أم آجلا سوف يتحقق ذلك من خلال تمكين كل مستخدم وتوجيه ليصبح صاحب السيادة والقرار على بياناته.