مقدمة
بدأ العالم الإفتراضي بالتغلغل في عالمنا بالفعل وأصبحت كل مناحي الحياة تتشابه بالمسميات السابقة لكن بطريقة جديدة كليا، وتعد خطوة تغيير اسم شركة Facebook إلى Meta من أول خطوات مارك زوكربيرج لدخول عالم ال MetaVerse ودمجه بالعالم الحقيقي ولتثبت الشركة لمستثمريها أنها من أول المتجهين نحو المستقبل، قدمت Facebook نظارات ذكية تسمح لمالكيها دخول العالم الافتراضي (Metaverse) والتعامل معه وكأنهم بالعالم الطبيعي وأطلق عليها اسم Oculus وفي هذا الصدد قال مارك: إذا أردت فهم ما هم الميتافيرس، قم باكتشافه وتجربته بنفسك من خلال هذه النظارة. فكيف يمكننا استخدام هذه النظارات؟ وما هي الانتقادات الموجهة لمارك بعد طرح هذا المنتج؟
نظارات Oculus وعلاقتها بالميتافيرس.
اشترت Facebook والتي سميت الآن Meta نظارات Oculus VR في عام 2014 مقابل 2 مليار دولار، وقامت بتطويرها وإصدار أكثر من نسخة منها وكانت Oculus Quest 2 أحدث منتجات Meta في هذا النطاق. تتميز بكونها نظارات لاسلكية على عكس باقي النظارات التي تحتاج أن تقوم بشبكها مع جهاز حاسوب وتستعمل كشاشة عرض فقط، فهي تسمح للمستعمل التحرك بحرية دون أية قيود تشعره بأنه بالعالم الواقعي. وتعطي الأذرع الملحقة بالنظارة تحكم ممتاز جدا كما أنها توفر صوت نقي وواضح ينقلك لعالم آخر بسعر مقبول نسبيا.
يسعى مارك زوكربيرج مؤسس شركة Meta لكسب ثقة المستثمرين في الشركة من خلال التوجه لبناء منصة اجتماعية متكاملة في عالم الميتافيرس ويقول أنه سيكرس الخمس أو العشر سنوات المقبلة في تطوير هذه المنصات الافتراضية وأنشأ بالفعل منصة Horizon والتي يمكنك دخولها والتفاعل مع بيئتها من خلال نظارات Oculus حيث تعتبر هذه البيئة تطبيق VR (افتراضي) اجتماعي يُمكن زائريه استكشاف العوامل الافتراضية والتفاعل معها أو حتى المشاركة في تطويرها.
ما هي مميزات نظارات Oculus واستخداماتها
تستخدم هذه النظارات في العديد من الاستعمالات في عالم الميتافيرس فهي تدعم Prime و Netflix و YouTube والعديد من التطبيقات، فيمكنك مشاهدة فيلمك المفضل بطريقة جديدة كليا بتجربة رائعة. لكن الحظ الأكبر كان لصالح الشركات الكبرى لإصدار الألعاب لأنها تدعم تشغيل الألعاب الإلكترونية دون أية وسائط أخرى مثل أجهزة بلايستيشن أو الكمبيوترات أو حتى الهواتف النقالة فهي لا تحتاج سوى حساب فيسبوك لتستطيع تحميل التطبيقات والألعاب على ذاكرة النظارة مباشرة ويمكنك أيضا ربط النظارة بالحاسوب عن طريق سلك خاص لكن هذه خاصية اختيارية ويمكن الاستغناء عنها لأن النظارة تدعم تحميل التطبيقات.
من أهم مميزات النظارة هو كونها لا سلكية في عالم أصبح الكسل فيه يعتبر من أول المشاكل التي يعاني منها الناس ويصعب عليهم تخطيها بسبب كل تلك التطورات والأشغال التي تفرض على الناس الجلوس لفترات طويلة سواء في العمل أم في التنقل أم حتى أثناء اللعب. لكن المميز في Oculus هو أنها تساعد الناس على التحرك أثناء استخدامها والتفاعل في عالم الميتافيرس مع أصدقاء افتراضيين جدد، وليس ذلك فقط بل يمكنك اللعب وحتى التمرن وأنت ترتدي هذه النظارات وتقوم بعمل جلسات التأمل في جو موسيقى هادئة وطبيعة خلابة تبدأ لحظة وضعك النظارة والدخول للعالم الافتراضي.
ما هي سلبيات نظارات Oculus؟
أما بالنسبة للانتقادات الموجهة لتلك النظارات وسلبيات الاستخدام فمن المؤكد وجود بعض المشاكل في هذا المنتج، خصوصا بأن العالم الافتراضي عالم جديد كليا ولا زالت الدراسات والأبحاث حوله مستمرة وبحاجة لوقت طويل لمعرفة ماهيته، ومن أكثر الانتقادات التي وجهت ل Oculus هي:
- يوجد العديد من الطرق لاختبار ودخول عالم الميتافيرس لكن نظارة Oculus ليست أفضلها ويوجد بدائل بجودة ودقة أعلى بكثير.
- يصل سعر النظارة لحوالي 300 دولار ويختلف السعر باختلاف البلدان ويعتبر هذا السعر معقول نسبيا لكن المشكلة تكمن في سعر الملحقات التي تتبع النظارة ولا يمكن الاستغناء، فمثلا ملحق الرأس أو الحزام الذي يثبت على الرأس غير عملي ولا يمكن تحمل ضغطه لأكثر من 20 دقيقة بحسب مستخدمين هذه النظارة، ولحل تلك المشكلة يجب عليك شراء ملحق جلدي لاستبدال الأصلي بسعر 50 دولار!
- لا يمكنك لعب الألعاب الإلكترونية وانت جالس لأنها تطلب حركة فيزيائية وهذ يعني أنه لا يمكنك اللعب في أي زمان ومكان وايضا قد يؤدي لكثير من الحوادث والاصطدامات لأن النظارة تفصلك عن العالم الحقيقي وتحجب الرؤية، غير أن البعض يرى بأن اللعب بوجود أشخاص بجانبك يمكن أن يكون مصدر إزعاج لهم.
- الحاجة الى حساب Facebook : يجبر مارك مشترين النظارة على تملك حساب فيسبوك ليزيد من مستخدمين هذه المنصة لكن هذا الأمر يعد تعدي على رغبة الناس بإنشاء حسابات فيسبوك. ولا يمكنك انشاء حساب مزيف لأنه فور اكتشاف ذلك ستخسر تصفح تطبيقاتك ولن تتمكن من الدخول للنظارة غير أنه اذا تم اختراق حسابك وهذا شيء وارد جدا، فمن الذي سيكون مسؤول عن معلوماتك والتطبيقات والحسابات الخاصة بك على النظارة؟
- السبب الأخير هو أن العالم الافتراضي يتطور بسرعة كبيرة جدا ولا داعي للعجلة في امتلاك هذه النظارة لأنه من المؤكد أنه سيصدر العديد من الطرق التي ستسمح لنا بتصفح العالم الافتراضي وتجريبه فلا بأس بالانتظار قليلا.
كانت هذه أبرز مميزات وعيوب نظارة Oculus التابعة لشركة Meta ويجب ذكر أنها ليست النظارة التي تسمح دخول العالم الافتراضي الوحيدة ولكنها الأكثر شهرة وانتشارا في العالم. قدم المقال كل ما تريد معرفته قبل شراء تلك النظارة و كمعلومة إضافية يجب الانتباه الى أن هذه النظارة تستخدم لشخص واحد فقط أي لا يمكننا معرفة ماذا يشاهد ولماذا يتعرض مستعمل هذه النظارة ويعد هذا أحد أهم أسباب القلق على المحتوى المقدم لأطفالنا لأنهم الفئة الأكثر استخداما لهذه المنتجات.